علاءاحمدالسباعى مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 216 نقاط : 385 تاريخ التسجيل : 13/07/2010 العمر : 39 الموقع : https://islamic85.yoo7.com العمل/الترفيه : مدرس تربيه رياضه بالازهر المزاج : الكمبيوتر وكره القدم
| موضوع: قصه ادم عليه السلام الخميس يناير 13, 2011 4:33 pm | |
| قصة آدم عليهالسلام
قال تعالى:
{قل هو نبأ عظيم* أنتم عنه معرضون* ما كان لي منعلم بالملإ الأعلى إذا يختصمون* إن يوحي إلي إلا إنما أنا نذير مبين* إذ قال ربكللملائكة إني خالق بشرا من طين* فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين* فسجد الملائكة كلهم أجمعون* إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين* قال يا إبليس مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدي، استكبرت أم كنت من العالين* قال أنا خير منه، خلقتنيمن نار وخلقته من طين* قال فاخرج منها فإنك رجيم* وإن عليك لعنتي إلي يوم الدين* قال رب فأنظرني إلي يوم يبعثون* قال فإنك من المنظرين* إلي يوم الوقت المعلوم* قالفبعزتك لأغوينهم أجمعين* إلا عبادك منهم المخلصين* قال فالحق والحق أقول* لأملأنجهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين* قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين* إن هو إلا ذكر للعالمين* ولتعلمن نبأه بعد حين} (ص:67ـ88)ومن هذه الآيةتتضح قصة آدم عليه السلام ولنذكر هاهنا مضمون ما دلت عليه هذه الآيات الكريمات، ومايتعلق بها من الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واللهالمستعان.
فأخبر تعالى أنه خاطب الملائكة قائلا لهم:
{إني جاعل في الأرض خليفة} (سورة البقرة: 30)أعلم بمايريد أن يخلق من آدم وذريته الذين يخلف بعضهم بعضا كما قال:
{وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} (سورة الأنعام: 65)وقال: {ويجعلكم خلفاء الأرض} (سورة النمل: 62)فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته، كما يخبر بالأمر العظيم قبلكونه، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة لا علىوجه الاعتراض والتنقص لبني آدم والحسد لهم، قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} (سورة البقرة:30)قيل: علموا أن ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل آدم من الجن والبن، قاله قتادة،وقال عبد الله بن عمر: كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء، فبعث الله إليهمجندا من الملائكة فطردوهم إلي جزائر البحور. وعن ابن عباس نحوه. وعن الحسن: ألهموا ذلك. وقيل: لما أطلعوا عليه من اللوح المحفوظ، فقيل أطلعهم عليه هاروتوماروت عن ملك فوقهما يقال له السجل. رواه ابن أبي حاتم، عن أبي جعفر الباقر.
{ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} (سورةالبقرة:30)أي: نحن نعبدك دائما لا يعصيك منا أحد، فإن كان المراد بخلقهؤلاء أن يعبدوك فها نحن لا نفتر ليلاً ولا نهاراً. {قال إني أعلم ما لا تعلمون} (سورة البقرة: 30)أي: أعلممن المصلحة الراجحة في خلق هؤلاء ما لا تعلمون، أي: سيوجد منهم الأنبياء والمرسلونوالصديقون والشهداء والصالحون. ثم بين لهم شرف آدم عليهم في العلم فقال: {وعلم آدم الأسماء كلها} (سورة البقرة: 31)قالابن عباس: هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان، ودابة، وأرض، وسهل، وبحر،وجبل، وجمل، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها. وقال مجاهد: علمه اسم الصحفة،والقدر، حتى الفسوة والفسية.
وقال مجاهد: علمه اسم كل دابة، وكل طير، وكل شيء. وكذا قال سعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد.
وقال الربيع: علمه أسماء الملائكة.
وقال عبد الرحمن بن زيد: علمه أسماء ذريته.
والصحيح: أنه علمه أسماء الذواتوأفعالها مكبرها ومصغرها، كما أشار إليه ابن عباس، رضي الله عنهما.
وذكر البخاري هاهنا ما رواه هو ومسلم من طريق سعيد وهشام، عنقتادة، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع الله المؤمنينيوم القيام كذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلي ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتونآدم فيقولون: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، واسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كلشيء" وذكر تمام الحديث{ثم عرضهم علىالملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} (سورة البقرة: 31)قال الحسن البصري: لما أراد الله خلق آدم، قالت الملائكة: لا يخلق ربنا خلقاإلا كنا أعلم منه، فابتلوا بهذا، وذلك قوله: (إن كنتم صادقين). وقيل غير ذلك كمابسطناه في التفسير.
{قالوا سبحانك لا علم لنا إلاما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} (سورة البقرة: 32)أي: سبحانك أن يحيطأحد بشيء من علمك من غير تعليمك. كما قال:
{ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} (سورة البقرة: 255){قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكمإني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} (سورة البقرة: 33)أي: أعلم السر كما أعلم العلانية.
وقيل: إن المراد بقوله: (أعلمما تبدون) ما قالوا: (أتجعل فيها من يفسد فيها) وبقوله: (وما كنتم تكتمون) المرادبهذا الكلام إبليس حين أسر الكبر على آدم عليه السلام. قاله سعيد بن جبير، ومجاهد،والسدي، والضحاك، والثوري، واختاره ابن جرير. وقال أبو العالية، والربيع،والحسن، وقتادة: (وما كنتم تكتمون) قولهم: لن يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منهوأكرم عليه منه. وقوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوالآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر} (سورة البقرة: 34)هذا إكرام عظيممن الله تعالى لآدم حين خلقة بيده، ونفخ فيه من روحه، كما قال:
{فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} (سورة الحجر: 29)فهذه أربع تشريفات: خلقه بيده الكريمة، ونفخ فيه من روحه وأمرالملائكة بالسجود له، وتعليمه أسماء الأشياء. ولهذا قال له موسى الكليم حيناجتمع هو وإياه في الملأ الأعلى وتناظرا كما سيأتي: أنت آدم أبو البشر الذي خلقكالله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، وهكذا يقول لهأهل المحشر يوم القيامة كما تقدم، وكما سيأتي إن شاء الله تعالى. وقال في الآيةالأخرى: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكةاسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين* قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك،قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} (سورة الأعراف:11ـ12)قالالحسن البصري: قاس إبليس، وهو أول من قاس. وقال محمد بن سيرين: أول من قاسإبليس، وما عبدت الشمس ولا القمر إلا بالمقاييس. رواهما ابن جرير. ومعنى هذاأنه نظر بطريق المقايسة بينه وبين آدم، فرأى نفسه أشرف من آدم فامتنع من السجود له،مع وجود الأمر له ولسائر الملائكة بالسجود. والقياس إذا كان مقابلا للنص كان فاسدالاعتبار، ثم هو فاسد في نفسه؛ فإن الطين أنفع وخير من النار، لأن الطين فيهالرزانة والحلم والأناة والنمو، والنار فيها الطيش والخفة والسرعةوالإحراق.
<b>ثم آدم شرفه الله بخلقه له بيده ونفخه فيه من روحه، ولهذا أمر الملائكة بالسجود له، كما قال: {وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون* فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين* فسجد الملائكة كلهم أجمعون* إلا إبليس أبى أن يكون من الساجدين* قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين* قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون* قال فاخرج منه فإنك رجيم* وإن عليك اللعنة إلي يوم الدين} (سورة الحجر:28ـ35)
عدل سابقا من قبل علاءاحمدالسباعى في الخميس فبراير 24, 2011 5:59 pm عدل 3 مرات | |
|
علاءاحمدالسباعى مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 216 نقاط : 385 تاريخ التسجيل : 13/07/2010 العمر : 39 الموقع : https://islamic85.yoo7.com العمل/الترفيه : مدرس تربيه رياضه بالازهر المزاج : الكمبيوتر وكره القدم
| موضوع: رد: قصه ادم عليه السلام الخميس يناير 13, 2011 4:34 pm | |
| استحق هذا من الله تعالى لأنه استلزم تنقصه لآدم وازدراءه به وترفعه عليه مخالفة الأمر الإلهي، ومعاندة الحق في النص على آدم على التعيين. وشرح في الاعتذار بما لا يجدي عنه شيئا، وكان اعتذاره أشد من ذنبه. كما قال تعالى في سورة سبحان: {وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا* قال أرأيتك هذا الذي كرمت على لئن أخرتن إلي يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا* قال أذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفوراً* واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً* إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، وكفى بربك وكيلاً} (سورة الإسراء:61ـ65) وقال في سورة الكهف: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا } (سورة الكهف:50) أي: خرج عن طاعة الله عمداً وعناداً واستكباراً عن امتثال أمره، وما ذاك إلا لأنه خانه طبعه ومادته الخبيثة أحوج ما كان إليها، فإنه مخلوق من نار كما قال، وكما جاء في صحيح مسلم عن عائشة، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" قال الحسن البصري: لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين قط. وقال شهر بن حوشب: كان من الجن، فلما أفسدوا في الأرض بعث الله إليهم جنداً من الملائكة فقاتلوهم وأجلوهم إلي جزائر البحار، وكان إبليس ممن أسر فأخذوه معهم إلي السماء فكان هناك، فلما أمرت الملائكة بالسجود امتنع إبليس منه. وقال ابن مسعود وابن عباس وجماعة من الصحابة وسعيد بن المسيب وآخرون: كان إبليس رئيس الملائكة بالسماء الدنيا. قال ابن عباس: وكان اسمه عزازيل. وفي رواية عنه: الحارث، قال النقاش: وكنيته أبو كردوس. قال ابن عباس: وكان من حي من الملائكة يقال لهم الجن، وكانوا خزان الجنان، وكان من أشرفهم ومن أكثرهم علماً وعبادة، وكان من أولى الأجنحة الأربعة، فمسخه الله شيطاناً رجيماً. {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين* فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقدموا له ساجدين* فسجد الملائكة كلهم أجمعون* إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين* قال أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين* قال فاخرج منها فإنك رجيم* وإن عليك لعنتي إلي يوم الدين* قال رب فأنظرني إلي يوم يبعثون* قال فإنك من المنظرين* إلي يوم الوقت المعلوم* قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين* إلا عبادك منهم المخلصين* قال فالحق والحق أقول* لأملأن جهنم منك ومن تبعك منهم أجمعين} (سورة ص:71ـ85) وقال في الأعراف: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم* ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ولا تجد أكثرهم شاكرين} (سورة الأعراف:16ـ17) أي: بسبب إغوائك إياي لأقعدن لهم كل مرصد، ولآتينهم من كل جهة منهم، فالسعيد من خالفه والشقي من اتبعه. كلما قال الإمام احمد: حدثنا بن القاسم، حدثنا أبو عقيل ـ هو عبد الله بن عقيل الثقفي ـ حدثنا موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد، عن سبرة بن أبي فاكه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه" وذكر الحديث كما قدمناه في صفة إبليس. وقد اختلف المفسرون في الملائكة المأمورين بالسجود لآدم. أهم جميع الملائكة كما دل عليه عموم الآيات؟ وهو قول الجمهور. أو المراد بهم ملائكة الأرض كما رواه ابن جرير عن طريق الضحاك عن ابن عباس؟ وفيه انقطاع، وفي السياق نكارة، وإن كان بعض المتأخرين قد رجحه. ولكن الأظهر من السياقات الأول، ويدل عليه الحديث: "واسجد له ملائكته" وهذا عموم أيضاً، والله أعلم. وقوله تعالى لإبليس: {فاهبط منها} (سورة الأعراف:13) و {اخرج منها} (سورة الأعراف:18) دليل على أنه كان في السماء فأمر بالهبوط منها، والخروج من المنزلة والمكانة التي كان قد نالها بعبادته، وتشبهه بالملائكة في الطاعة والعبادة، ثم سلب ذلك بكبره وحسده ومخالفته لربه، فأهبط إلي الأرض مذءوماً مدحوراً. وأمر الله آدم عليه السلام أن يسكن هو وزوجته الجنة فقال: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} (سورة البقرة:35) وقال في الأعراف: {قال اخرج منها مذءوماً مدحوراً، لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين* ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} (سورة الأعراف:18ـ19) وقال تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى* فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى* إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى* وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحي} (سورة طه:116ـ119) وسياق هذه الآيات يقتضي أن خلق حواء كان قبل دخول آدم إلي الجنة، وهذا قد صرح به إسحاق بن يسار، وهو ظاهر هذه الآيات. ولكن حكى السدي عن أبي صالح وأبي مالك عن ابن عباس، وعن مرة، وعن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة أنهم قالوا: اخرج إبليس من الجنة واسكن آدم الجنة، فكا يمشي فيها وحتى ليس فيها زوج يسكن إليها، فنام نومه فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه؛ فسألها: ما أنت؟ قالت: امرأة. قال: لوم خلقت؟ قالت: لتسكن إلي. فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه: ما سامها يا آدم؟ قال: حواء، قالوا. ولم كانت حواء؟ قال: لأنها خلقت من شيء حي. وذكر محمد بن إسحاق، عن ابن عباس؛ أنها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر وهو نائم ولأم مكانه لحكم. ومصدق هذا في قوله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء...} (سورة النساء:1) وفي قوله تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها، فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به ...} (سورة الأعراف:189) وفي الصحيحين من حديث زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً" هذا لفظ البخاري. وقد اختلف المفسرون في قوله: {ولا تقربا هذه الشجرة} (سورة البقرة:35) فقيل: هي الكرم، وروي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والشعبي، وجعدة بن هبيرة، ومحمد بن قيس، والسدي، ورواه عن ابن مسعود وناس من الصحابة، قال: وتزعم يهود أنها الحنطة، وهذا مروى عن ابن عباس، والحسن البصري، ووهب ابن منبه، وعطية العوفي، وأبى مالك، ومحارب بن دثار، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى. قال وهب: والحبة منه ألين من الزبد وأحلى من العسل. وقال الثوري عن حصين، عن أبي مالك: (ولا تقربا هذه الشجرة) وهي النخلة.
| |
|
علاءاحمدالسباعى مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 216 نقاط : 385 تاريخ التسجيل : 13/07/2010 العمر : 39 الموقع : https://islamic85.yoo7.com العمل/الترفيه : مدرس تربيه رياضه بالازهر المزاج : الكمبيوتر وكره القدم
| موضوع: رد: قصه ادم عليه السلام الخميس يناير 13, 2011 4:34 pm | |
|
وقال ابن جريج عن مجاهد: وهي التينة، وبه قال قتادة وابن جريج. وقال أبوالعالية: كانت شجرة من أكل منها أحدث، ولا ينبغي في الجنة حدث.
وهذا الخلافقريب، وقد أبهم الله ذكرها وتعيينها، ولو كان في ذكرها مصلحة تعود إلينا لعينهالنا، كما في غيرها من المحال التي تبهم في القرآن. وإنما الخلاف الذي ذكروه فيأن هذه الجنة التي أدخلها آدم: هل هي في السماء أو في الأرض، هو الخلال الذي ينبغيفصله والخروج منه. والجمهور على أنها هي التي في السماء وهي جنة المأوى؛ لظاهرالآيات والأحاديث كقوله تعالى:
{وقلنا يا آدم اسكنأنت وزوجك الجنة} (سورة البقرة:35)والألف واللام ليست للعموم ولالمعهود لفظي، وإنما تعود على معهود ذهني؛ وهو المستقر شرعاً من جنة المأوى، وكقولموسى عليه السلام: "علام أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ …" الحديث كما سيأتي الكلام عليه. وروي مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك الأشجعي ـ واسمهسعد بن طارق ـ عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن أبي هريرة. وأبي مالك عن ربعى، عنحذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله الناس فيقوم المؤمنونحين تزلف لهم الجنة. فيأتون آدم فيقولون: يا آبانا استفتح لنا الجنة، فيقول: وهلأخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم؟"وذكر الحديث بطوله. وهذا فيه قوةجيدة ظاهرة في الدلالة على أنها جنة المأوى، وليست تخلو عن نظر. وقال آخرون: بلالجنة التي أسكنها آدم لم تكن جنة الخلد، لأنه كلف فيها ألا يأكل من تلك الشجرة،ولأنه نام فيها وأخرج منها، ودخل عليه إبليس فيها، وهذا مما ينافي أن تكون جنةالمأوى. وهذا القول محكي عن أبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، ووهب بن منبه،وسفيان بن عيينة، واختاره ابن قتيبة في "المعارف"، والقاضي منذر بن سعيد البلوطي فيتفسيره وأفراد له مصنفاً على حده. وحكاه عن أبي حنيفة الإمام وأصحابه رحمهم الله. ونقله أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي ابن خطيب الري في تفسيره عن أبي القاسمالبلخي وأبي مسلم الأصبهاني، ونقله القرطبي في تفسيره عن المعتزلة والقدرية، وهذاالقول هو نص التوراة التي بأيدي أهل الكتاب. وممن حكى الخلاف في هذه المسألةأبو محمد بن حزم في "الملل والنحل"، وأبو محمد بن عطية في تفسيره، وأبو عيسىالرماني في تفسيره، وحكى عن الجمهور الأول، وأبو القاسم الراغب، والقاضي الماورديفي تفسيره فقال: واختلف في الجنة التي أسكناها، يعني آدم وحواء؛ على قولين: أحدهما: أنها جنة الخلد. الثاني: أنها جنة أعدها الله لهما وجعلها دار ابتلاء، وليست جنةالخلد التي جعلها دار جزاء. ومن قال بهذا اختلفوا على قولين:
أحدهما: أنهافي السماء لأنه أهبطهما منها، وهذا قول الحسن.
والثاني: أنها في الأرض؛ لأنهامتحنهما فيها بالنهي عن الشجرة التي نهيا عنها دون غيرها من الثمار. وهذا قول ابنيحيى. وكان ذلك بعد أن أمر إبليس بالسجود لآدم، والله أعلم بصواب ذلك.
هذاكلامه. فقد تضمن كلامه حكاية أقوال الثلاثة، وأشعر كلامه أنه متوقف في المسألة. لهذا حكى أبو عبد الله الرازي في تفسيره في هذه المسألة أربعة أقوال: هذه الثلاثةالتي أوردها الماوردي، ورابعها الوقف، وحكى القول بأنها في السماء وليست جنةالمأوى، عن أبي علي الجبائي.
وقد أورد أصحاب القول الثاني سؤالا يحتاج مثله إليجواب، فقالوا: لا شك أن الله سبحانه وتعالى طرد إبليس حين امتنع من السجود عنالحضرة الإلهية، وأمره بالخروج عنها والهبوط منها، وهذا الأمر ليس من الأوامرالشرعية بحيث يمكن مخالفته، وإنما هو أمر قدري لا يخالف ولا يمانع، ولهذا قال:
{اخرج منها مذءوماً مدحوراً} (سورةالأعراف:18)وقال: {اهبط منها فما يكونلك أن تتكبر فيها} (سورة الأعراف:13)وقال: {اخرج منها فإنك رجيم} (سورة ص:77)والضمير عائد إلي الجنةأو السماء أو المنزلة. وأيا ما كان فمعلوم أنه ليس له الكون قدراً في المكان الذيطرد عنه وأبعد منه، لا على سبيل الاستقرار ولا على سبيل المرور والاجتياز.
قالوا: ومعلوم من ظاهر سياقات القرآن أنه وسوس لآدم وخاطبه بقوله له: {هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى} (سورة طه:120)وبقوله: {وما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلاأن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين* وقاسهما إني لكما لمن الناصحين* فدلاهمابغرور} (سورة الأعراف: 20ـ22)وهذا ظاهر في اجتماعه معهما في جنتهما.
وقد أجيبوا عن هذا بأنه لا يمتنع أن يجتمع بهما في الجنة على سبيل المرور فيهالا على سبيل الاستقرار بها، أو أنه وسوس لهما وهو على باب الجنة أو من تحت السماء. وفي الثلاثة نظر، والله أعلم.
ومما احتج به أصحاب هذه المقالة: ما رواه عبدالله ابن الإمام احمد في الزيادات عن هدبة بن خالد، عن حمادة بن سلمة، عن حميد، عنالحسن البصري، عن يحيى ابن ضمرة السعدي عن أبي بن كعب، قال: إن آدم لما احتضر اشتهىقطفا من عنب الجنة، فانطلق بنوه ليطلبوه له، فلقيتهم الملائكة فقالوا: أين تريدونيا بني آدم؟ فقالوا: إن آبانا اشتهى قطفاً من عنب الجنة. فقالوا لهم: ارجعوا فقدكفيتموه. فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلى عليه جبريل وبنوه خلفالملائكة ودفنوه، وقالوا: هذه سنتكم في موتاكم.
وسيأتي الحديث بسنده، وتماملفظه عند ذكر وفاة آدم عليه السلام. قالوا: فلولا أنه كان الوصول إلي الجنةالتي كان فيها آدم التي اشتهى منها القطف ممكناً؛ لما ذهبوا يطلبون ذلك، فدل علىأنها في الأرض لا في السماء، والله أعلم. قالوا: والاحتجاج بأن الألف واللام فيقوله:
{ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} (سورةالأعراف:19)لم يتقدم عهد يعود عليه فهو المعهود الذهني مسلم، ولكن هوما دل عليه سياق الكلام، فإن آدم خلق في الأرض ولم ينقل أنه رفع إلي السماء وخلقليكون في الأرض، وبهذا أعلم الرب الملائكة حيث قال:
{إني جاعل في الأرض خليفة} (سورة البقرة:30(
<b>قالوا: وهذا كقوله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} (سورة القلم:17) فالألف واللام ليس للعموم، ولم يتقدم معهود لفظي، وإنما هو المعهود الذهني الذي دل عليه السياق وهو البستان قالوا: وذكر الهبوط لا يدل على النزول من السماء. قال الله تعالى: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى اسم ممن معك} (سورة هود:48) وإنما كان في السفينة حين استقرت على الجودي ونضب الماء عن وجه الأرض أمر أن يهبط إليها هو ومن معه مباركاً عليه وعليهم. قال تعالى: {اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم} (سورة البقرة:61) وقال تعالى: {وإن منها لما يهبط من خشية الله} (سورة البقرة:74) وفي الأحاديث واللغة من هذا كثير. قالوا: ولا مانع ـ بل هو الواقع ـ أن الجنة التي اسكنها آدم كانت مرتفعة عن سائر بقاع الأرض، ذات أشجار وثمار وطلال ونعيم ونضرة وسرور، كما قال تعالى: {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى} (سورة طه:118)<span style='font-size:16.0pt;font-family:Verdana;br /mso-fareast-font-family:"Times New Roman";mso-bidi-font-family:"Simplified Arabic";br /color:black;mso-ansi-language:EN-US;mso-fareast-language:EN-US;mso-bidi-language:br /AR-SA'>
عدل سابقا من قبل علاءاحمدالسباعى في الخميس يناير 13, 2011 4:38 pm عدل 2 مرات | |
|
علاءاحمدالسباعى مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 216 نقاط : 385 تاريخ التسجيل : 13/07/2010 العمر : 39 الموقع : https://islamic85.yoo7.com العمل/الترفيه : مدرس تربيه رياضه بالازهر المزاج : الكمبيوتر وكره القدم
| موضوع: رد: قصه ادم عليه السلام الخميس يناير 13, 2011 4:36 pm | |
|
<p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right;direction:ltr; unicode-bidi:embed"> أي: لا يذل باطنك بالجوع ولا ظاهرك بالعرى {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحي} (سورة طه:119) أي: لا يمس باطنك حر الظمأ ولا ظاهرك حر الشمس، ولهذا قرن بين هذا وهذا، وبين هذا وهذا؛ لما بينهما من المقابلة.
فلما كان منه ما كان من أكله من الشجرة التي نهى عنها، أهبط إلي أرض الشقاء والتعب والنصب، والسعي والكد والنكد، والابتلاء والاختبار والامتحان، واختلاف السكان ديناً وأخلاقاً وأعمالاً، وتصوراً وإرادات وأقوالاً وأفعالاً، كما قال: {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين} (سورة البقرة:36) ولا يلزم من هذا أنهم كانوا في السماء كما قال تعالى:
{وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً} (سورة الإسراء:104) ومعلوم أنهم كانوا فيها ولم يكونوا في السماء. قالوا: وليس هذا القول مفرعاً على قول من ينكر وجود الجنة والنار اليوم، ولا تلازم بينهما، فكل من حكى عنه هذا القول من السلف وأكثر الخلف، ممن يثبت وجود الجنة والنار اليوم، كما دلت عليه الآيات والأحاديث الصحاح، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
وقوله تعالى:
{فأزلهما الشيطان عنها} (سورة البقرة:36) أي: عن الجنة (فأخرجهما مما كانا فيه) أي: من النعيم والنضرة والسرور إلي دار التعب والكد والنكد، وذلك بما وسوس لهما وزينه في صدورهما. كما قال تعالى:
{فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين} (سورة الأعراف:20) يقول: ما نهاكما عن أكل هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين، أي: لو أكلتما منها لصرتما كذلك. (وقاسمهما) أي: حلف لهما على ذلك (إني لكما لمن الناصحين)، كما قال في الآية الأخرى: {فوسوس إليه الشيطان، قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى} (سورة طه:120) أي: هل أدلك على الشجرة التي إذا أكلت منها حصل لك الخلد فيما أنت فيه من نعيم، واستمررت في ملك لا يبيد ولا ينقضي؟ وهذا من التغرير والتزوير والإخبار بخلاف الواقع. والمقصود أن قوله شجرة الخلد التي إذا أكلت منها خلدت، وقد تكون هي الشجرة التي قال الإمام احمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، عن أبي الضحاك، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ولا يقطعها: شجرة الخلد" وكذا رواه أيضا عن غندر وحجاج، عن شعبة. ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة أيضا به. قال غندر: قلت لشعبة: هي شجرة الخلد؟ قال: ليس فيها هي. وممكن تفرد به الإمام احمد.
وقوله: {فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة} (سورة الأعراف:22) كما قال في طه: {فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة} (سورة طه:121) وكانت حواء أكلت من الشجرة قبل آدم، وهي التي حدته على أكلها، والله أعلم. وعليه يحمل الحديث الذي رواه البخاري: حدثنا بشر بن محمد، حدثنا عبد الله، أنبأنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه: "لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها" تغرد به من هذا الوجه. وأخرجاه في الصحيحين من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة به. ورواه احمد ومسلم عن هارون بن معروف، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس، عن أبي هريرة به. وفي كتاب التوراة التي بأيدي أهل الكتاب: أن الذي دل حواء على الأكل من الشجرة هي الحية، وكانت من أحسن الأشكال وأعظمها، فأكلت حواء عن قولها وأطعمت آدم عليه السلام، وليس فيها ذكر لإبليس؛ فعند ذلك انفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان، فوصلا من ورق التين وعملا مآزر، وفيهما أنهما كان عريانين، وكذا قال وهب بن منبه: كان لباسهما نوراً على فرجه وفرجها.
وهذا الذي في هذه التوراة التي بأيديهم غلط منهم، وتحريف وخطأ في التعريب؛ فإن نقل الكلام من لغة إلي لغة لا يتيسر لكل أحد؛ ولاسيما ممن لا يكاد يعرف كلام العرب جيداً، ولا يحيط علما بفهم كتابه أيضاً، فلهذا وقع في تعريبهم لها خطأ كثير لفظاً ومعنى. وقد دل القرآن العظيم على أنه كان عليهما لباس في قوله:
{ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما} (سورة الأعراف:27) فهذا لا يرد لغيره من الكلام والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا على بن الحسين بن إشكاب، حدثنا عن عاصم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم رجلاً طوالاً، كثيرا شعر الرأس كأنه نخلة سحوق، فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه، فأول ما بدأ منه عورته، فلما نظر إلي عورته جعل يشتد في الجنة، فأخذت شعره شجرة فنازعها، فناداه الرحمن عز وجل: يا آدم مني تفر؟ فما سمع كلام الرحمن قال: يا رب لا، ولكن استحياء" وقال الثوري عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة} (سورة الأعراف:22) ورق التين. وهذا إسناد صحيح إليه، وكأنه مأخوذ من أهل الكتاب، وظاهرة الآية يقتضي أعم من ذلك، وبتقدير تسليمه فلا يضر، والله أعلم.
<b>وروي الحافظ ابن عساكر عن طريق محمد بن إسحاق، عن الحسن بن ذكوان، عن الحسن البصري، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أباكم آدم كان كالنخلة السحوق، ستون ذراعاً، كثير الشعر، مواري العورة، فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سوأته فخرج من الجنة، فلقيته شجرة فأخذت بناصيته، فناداه ربه: أفراراً مني يا آدم؟ قال: بل حياء منك والله يا رب مما جئت به" ثم رواه من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. وهذا أصح، فإن الحسن لم يدرك أبيا. ثم أورده أيضا من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، عن محمد بن عبد الوهاب أبي قرصافة العسقلاني، عن آدم بن أبي إياس، عن سنان، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً بنحوه. {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين* قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (سورة الأعراف:22ـ23) وهذا اعتراف ورجوع إلي الإنابة، وتذلل وخضوع واستكانة، وافتقار إليه تعالى في الساعة الراهنة، وهذا السر ما سرى في أحد من ذريته إلا كانت عاقبته إلي خير في دنياه وأخراه. {قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو، ولكم وفي الأرض مستقر ومتاع إلي حين} (سورة الأعراف:24) وهذا خطاب لآدم وحواء وإبليس، قيل والحية معهم، أمروا أن يهبطوا من الجنة في حال كونهم متعادين متحاربين. وقد يستشهد لذكر الحية معهما بما ثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتل الحيات وقال: "ما سالمناهن منذ حاربناهن" وقوله في سورة طه: {قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو} (سورة الآية:123) هو أمر لآدم وإبليس، واستتبع آدم: حواء، وإبليس: الحية. وقيل: هو أمر لهم بصيغة التثنية كما في قوله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين} (سورة الأنبياء:78)<span style='font-size:12.0pt;mso-bidi-font-size:16.0pt;font-family:Verdana; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";mso-bidi-font-family:"Simplified Arabic"; color:black;mso-ansi-language:EN-US;mso-fareast-language:EN-US;mso-bidi-language: AR-SA'>
| |
|
علاءاحمدالسباعى مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 216 نقاط : 385 تاريخ التسجيل : 13/07/2010 العمر : 39 الموقع : https://islamic85.yoo7.com العمل/الترفيه : مدرس تربيه رياضه بالازهر المزاج : الكمبيوتر وكره القدم
| موضوع: رد: قصه ادم عليه السلام الخميس يناير 13, 2011 4:36 pm | |
|
والصحيح أن هذا لما كان الحاكم لا يحكم إلا بين اثنين مدع ومدعي عليه، قال: (وكنا لحكمهم شاهدين). وأما تكريره الإهباط في سورة البقرة في قوله: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين* فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم* قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون* والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (سورة البقرة:36ـ39) فقال بعض المفسرين: المراد بالإهباط الأول: الهبوط من الجنة إلي السماء الدنيا، وبالثاني: من السماء الدنيا إلي الأرض. وهذا ضعيف لقوله في الأول: (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين). فدل على أنهم اهبطوا إلي الأرض بالإهباط الأول والله أعلم. والصحيح أنه كرره لفظاً وإن كان واحداً، وناط مع كل مرة حكماً، فناط بالأول عداوتهم فيما بينهم، وبالثاني الاشتراط عليهم أن من تبع هداه الذي ينزله عليهم بعد ذلك فهو السعيد ومن خالفه فهو الشقي، وهذا الأسلوب في الكلام له نظائر في القرآن الحكيم. وروي الحافظ ابن عساكر عن مجاهد قال: أمر الله ملكين أن يخرجا آدم وحواء من جواره، فنزع جبريل التاج عن رأسه، وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه، وتعلق به غصن فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة، فنكس رأسه يقول: العفو العفو، فقال الله أفراراً مني؟ قال: بل حياء منك يا سيدي. وقال الأوزاعي عن حسان ـ هو ابن عطية ـ: مكث آدم في الجنة مائة عام، وفي رواية ستين عام، وبكى على الجنة سبعين عاماً، وعلى خطيئته سبعين عاماً، وعلى ولده حين قتل أربعين عاماً. رواه ابن عساكر. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو روعة، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن سعيد، عن ابن عباس قال: اهبط آدم عليه السلام إلي أرض يقال لها "دحنا" بين مكة والطائف. وعن الحسن قال: اهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس بـ"دستيمسان" من البصرة على أميال، واهبطت الحية بأصبهان. رواه ابن أبي حاتم أيضاً. وقال السدي: نزل آدم بالهند ونزل معه الحجر الأسود وبقبضة من ورق الجنة، فبثه في الهند فنبتت شجرة الطيب هناك. وعن ابن عمر قال: اهبط آدم بالصفا، وحواء بالمروة. رواه ابن أبي حاتم أيضاً. وقال عبد الرزاق: قال معمر: أخبرني عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري، قال: إن الله حين اهبط آدم من الجنة إلي الأرض علمه صنعة كل شيء، وزوده من ثمار الجنة، فثماركم هذه من ثمار الجنة، غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير. وقال الحاكم في مستدركه: أنبأنا أبو بكر بن بالويه، عن محمد بن احمد بن النضر، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عمار بن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ما أسكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلي غروب الشمس. ثم قال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وفي صحيح مسلم من حديث الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها" وفي الصحيح من وجة آخر: "وفيه تقوم الساعة". وقال احمد: حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار، عن عبد الله بن فروخ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة" على شرط مسلم. فأما الحديث الذي رواه ابن عساكر من طريق أبي القاسم البغوي، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، حدثنا سعيد بن ميسرة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هبط آدم وحواء عريانين جميعاً، عليهما ورق الجنة، فأصابه الحر حتى ققعد يبكي ويقول لها: يا حواء قد آذاني الحر، قال: فجاءه جبريل بقطن، وأمرها أن تغزل وعلمها، وأمر آدم بالحياكة، وعلمه أن ينسج، قال: وكان آدم لم يجامع امرأته في الجنة؛ حتى هبط منها للخطيئة التي أصابتهما بأكلهما من الشجرة، قال: وكان كل واحد منهما ينام على حده؛ ينام أحدهما في البطحاء والآخر من الناحية أخرى، حتى أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله، قال: وعلمه كيف يأتيها، فكلما أتاها جاءه جبريل فقال: كيف وجدت امرأتك؟ قال: صالحة" فإنه حديث غريب، ورفعه منكر جداً، وقد يكون من كلام بعض السلف، سعيد ابن ميسرة هذا هو أبو عمران البكري البصري، قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات، وقال ابن عدي: مظلم الأمر. وقوله: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} (سورة البقرة:37) قيل هي قوله: {... ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (سورة الأعراف:23) روي هذا عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وأبي العالية، والربيع بن أنس، والحسن، وقتادة، ومحمد بن كعب، وخالد بن معدان، وعطاء الخراساني، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا على بن الحسن بن إشكاب، حدثنا على بن عاصم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال آدم عليه السلام: أرأيت يا رب إن تبت وراجعت أعائدي إلي الجنة؟ قال: نعم. فذلك قوله: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب) وهذا غريب من هذا الوجه، وفيه انقطاع. وقال ابن أبي نجيح؛ عن مجاهد قال: الكلمات: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين. اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين. اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فتب علي، إنك أنت التواب الرحيم. وروى الحاكم في مستدركه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه). قال: قال آدم: يا رب ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى، ونفخت في من روحك؟ قيل له: بلى، وعطست فقلت يرحمك الله، وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل له: بلى، وكتبت علي أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى؛ قال: أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلي الجنة؟ قال: نعم. ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وروى الحاكم أيضاً والبيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي. فقال الله: فكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟ فقال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلي اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك" قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف والله أعلم. وهذه الآية كقوله تعالى: {وعصى آدم ربه فغوى* ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} (سورة طه:121ـ122)
| |
|
علاءاحمدالسباعى مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 216 نقاط : 385 تاريخ التسجيل : 13/07/2010 العمر : 39 الموقع : https://islamic85.yoo7.com العمل/الترفيه : مدرس تربيه رياضه بالازهر المزاج : الكمبيوتر وكره القدم
| موضوع: رد: قصه ادم عليه السلام الأربعاء يناير 26, 2011 12:28 pm | |
| - علاءاحمدالسباعى كتب:
قصة آدم عليهالسلام
قال تعالى:
{قل هو نبأ عظيم* أنتم عنه معرضون* ما كان لي منعلم بالملإ الأعلى إذا يختصمون* إن يوحي إلي إلا إنما أنا نذير مبين* إذ قال ربكللملائكة إني خالق بشرا من طين* فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين* فسجد الملائكة كلهم أجمعون* إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين* قال يا إبليس مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدي، استكبرت أم كنت من العالين* قال أنا خير منه، خلقتنيمن نار وخلقته من طين* قال فاخرج منها فإنك رجيم* وإن عليك لعنتي إلي يوم الدين* قال رب فأنظرني إلي يوم يبعثون* قال فإنك من المنظرين* إلي يوم الوقت المعلوم* قالفبعزتك لأغوينهم أجمعين* إلا عبادك منهم المخلصين* قال فالحق والحق أقول* لأملأنجهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين* قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين* إن هو إلا ذكر للعالمين* ولتعلمن نبأه بعد حين} (ص:67ـ88)ومن هذه الآيةتتضح قصة آدم عليه السلام ولنذكر هاهنا مضمون ما دلت عليه هذه الآيات الكريمات، ومايتعلق بها من الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واللهالمستعان.
فأخبر تعالى أنه خاطب الملائكة قائلا لهم:
{إني جاعل في الأرض خليفة} (سورة البقرة: 30)أعلم بمايريد أن يخلق من آدم وذريته الذين يخلف بعضهم بعضا كما قال:
{وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} (سورة الأنعام: 65)وقال: {ويجعلكم خلفاء الأرض} (سورة النمل: 62)فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته، كما يخبر بالأمر العظيم قبلكونه، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة لا علىوجه الاعتراض والتنقص لبني آدم والحسد لهم، قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} (سورة البقرة:30)قيل: علموا أن ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل آدم من الجن والبن، قاله قتادة،وقال عبد الله بن عمر: كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء، فبعث الله إليهمجندا من الملائكة فطردوهم إلي جزائر البحور. وعن ابن عباس نحوه. وعن الحسن: ألهموا ذلك. وقيل: لما أطلعوا عليه من اللوح المحفوظ، فقيل أطلعهم عليه هاروتوماروت عن ملك فوقهما يقال له السجل. رواه ابن أبي حاتم، عن أبي جعفر الباقر.
{ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} (سورةالبقرة:30)أي: نحن نعبدك دائما لا يعصيك منا أحد، فإن كان المراد بخلقهؤلاء أن يعبدوك فها نحن لا نفتر ليلاً ولا نهاراً. {قال إني أعلم ما لا تعلمون} (سورة البقرة: 30)أي: أعلممن المصلحة الراجحة في خلق هؤلاء ما لا تعلمون، أي: سيوجد منهم الأنبياء والمرسلونوالصديقون والشهداء والصالحون. ثم بين لهم شرف آدم عليهم في العلم فقال: {وعلم آدم الأسماء كلها} (سورة البقرة: 31)قالابن عباس: هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان، ودابة، وأرض، وسهل، وبحر،وجبل، وجمل، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها. وقال مجاهد: علمه اسم الصحفة،والقدر، حتى الفسوة والفسية.
وقال مجاهد: علمه اسم كل دابة، وكل طير، وكل شيء. وكذا قال سعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد.
وقال الربيع: علمه أسماء الملائكة.
وقال عبد الرحمن بن زيد: علمه أسماء ذريته.
والصحيح: أنه علمه أسماء الذواتوأفعالها مكبرها ومصغرها، كما أشار إليه ابن عباس، رضي الله عنهما.
وذكر البخاري هاهنا ما رواه هو ومسلم من طريق سعيد وهشام، عنقتادة، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع الله المؤمنينيوم القيام كذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلي ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتونآدم فيقولون: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، واسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كلشيء" وذكر تمام الحديث{ثم عرضهم علىالملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} (سورة البقرة: 31)قال الحسن البصري: لما أراد الله خلق آدم، قالت الملائكة: لا يخلق ربنا خلقاإلا كنا أعلم منه، فابتلوا بهذا، وذلك قوله: (إن كنتم صادقين). وقيل غير ذلك كمابسطناه في التفسير.
{قالوا سبحانك لا علم لنا إلاما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} (سورة البقرة: 32)أي: سبحانك أن يحيطأحد بشيء من علمك من غير تعليمك. كما قال:
{ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} (سورة البقرة: 255){قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكمإني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} (سورة البقرة: 33)أي: أعلم السر كما أعلم العلانية.
وقيل: إن المراد بقوله: (أعلمما تبدون) ما قالوا: (أتجعل فيها من يفسد فيها) وبقوله: (وما كنتم تكتمون) المرادبهذا الكلام إبليس حين أسر الكبر على آدم عليه السلام. قاله سعيد بن جبير، ومجاهد،والسدي، والضحاك، والثوري، واختاره ابن جرير. وقال أبو العالية، والربيع،والحسن، وقتادة: (وما كنتم تكتمون) قولهم: لن يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منهوأكرم عليه منه. وقوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوالآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر} (سورة البقرة: 34)هذا إكرام عظيممن الله تعالى لآدم حين خلقة بيده، ونفخ فيه من روحه، كما قال:
{فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} (سورة الحجر: 29)فهذه أربع تشريفات: خلقه بيده الكريمة، ونفخ فيه من روحه وأمرالملائكة بالسجود له، وتعليمه أسماء الأشياء. ولهذا قال له موسى الكليم حيناجتمع هو وإياه في الملأ الأعلى وتناظرا كما سيأتي: أنت آدم أبو البشر الذي خلقكالله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، وهكذا يقول لهأهل المحشر يوم القيامة كما تقدم، وكما سيأتي إن شاء الله تعالى. وقال في الآيةالأخرى: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكةاسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين* قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك،قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} (سورة الأعراف:11ـ12)قالالحسن البصري: قاس إبليس، وهو أول من قاس. وقال محمد بن سيرين: أول من قاسإبليس، وما عبدت الشمس ولا القمر إلا بالمقاييس. رواهما ابن جرير. ومعنى هذاأنه نظر بطريق المقايسة بينه وبين آدم، فرأى نفسه أشرف من آدم فامتنع من السجود له،مع وجود الأمر له ولسائر الملائكة بالسجود. والقياس إذا كان مقابلا للنص كان فاسدالاعتبار، ثم هو فاسد في نفسه؛ فإن الطين أنفع وخير من النار، لأن الطين فيهالرزانة والحلم والأناة والنمو، والنار فيها الطيش والخفة والسرعةوالإحراق.
<b>ثم آدم شرفه الله بخلقه له بيده ونفخه فيه من روحه، ولهذا أمر الملائكة بالسجود له، كما قال: {وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون* فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين* فسجد الملائكة كلهم أجمعون* إلا إبليس أبى أن يكون من الساجدين* قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين* قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون* قال فاخرج منه فإنك رجيم* وإن عليك اللعنة إلي يوم الدين} (سورة الحجر:28ـ35)<span style='font-size:16.0pt;font-family:Verdana;br /mso-fareast-font-family:"Times New Roman";mso-bidi-font-family:"Simplified Arabic";br /color:black;mso-ansi-language:EN-US;mso-fareast-language:EN-US;mso-bidi-language:br /AR-SA'>
| |
|