السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد:يروى انه كان بالبصرة شاب يقال له :رضوان ،كثير اللهو والعصيان والتيه والطغيان،يبيت الليالى بالخمر سكران،قد غلبته شقاوته وأغواه الشيطان،فبينما هو فى بعض الليالى معتكف على شرب المدام،ومعه جماعة من اصحابه المواقعين له على الذنوب ولآثام،اذ سمع رجلا فقيرا ينشد فى الطريق ويقول:اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفى عليه يغيب فبكى الشاب وقال: بالله عليك يا فقير ،الا ما أعدت قولك؟ وأقسم عليه أن يحضر مجلسهم وقال له:غن لنا وأطربنا ،فقال الفقير:تعصى الاله وأنت تأكل رزقه ويراك اذا من خاقه تتكتم .فاحذر فما حاولت أمرا منكرا الا ونظره لديك ويعلم . وظل ينشد الى أن قال:وواحزناه من حشرى ونشرى ليوم يجعل الولدان شيبا .فيا مولاى جد بالعفو وأرحم عبدا لم يزل يشكو الذنوبا وسامح هفوتى وأجب دعائى فانك لم تزل أبدا مجيبا .فلما سمع الغلام هذا الكلام ،سقط على الأرض ،فلما حركوه فاذا به قد مات. المصدر:كتاب صرخة الى العصاة للؤلفان محمد عبد الملك الزغبى ،ومحمود عبد الملك الزغبى.